سيدنا شعيب
قصة سيدنا شعيب عليه السلام كاملة
"وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره "
أرسل الله شعيبا عليه السلام إلى أهل مدين داعيا إياهم إلى توحيد الله وعبادته وهم عرب يسكنون بلاد الحجاز ، كان أهل مدين ينقصون المكيال والميزان ، ولا يعطون الناس حقهم ، « ولا تنقصوا المكيال والميزان إنى أراكم بخير وإنى أخاف عليكم عڈاب يوم محيط كان أهل مدين لا يعطون الناس حقهم ويعتبرون بخس الناس أشياءهم نوعا من أنواع المهارة في البيع والشراء وداء فى الأخذ والعطاء ، ثم جاء نبيهم شعيب عليه السلام وأفهمهم أن هذه تعتبر سړقة «ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين وأنه ېخاف عليهم بسببها من عڈاب يوم محيط. كان أهل مدين كفارا يقطعون السبيل ويخيفون المارة ويعبدون الأيكة وهي شجرة من الأيك حولها غيضة ملتفة بها ، وكانوا يقولون لشعيب إن صلاته توسوس له وتأمره فيطيع دون تردد ودون تفكير لقد تحول بسبب صلاته إلى آلة متحركة وأداة لا تعي. «أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤناوبدأ قوم مدين التهكم والسخرية من سيدنا شعيب عليه السلام وعادوا يتساءلون بدهشة ساخرة ، تخيل يا شعيب أن صلاتك تتدخل فى إرادتنا وطريقة تصرفنا في أموالنا «أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء ما هي علاقة الإيمان والصلاة بالمعاملات المادية وبهذا التساؤل الذي ظنه قوم شعيب قمة الذكاء ، طرحوا أمامه قضية الإيمان وعلاقتها بالعمل وأنكروا أن تكون لها علاقة بسلوك الناس وتعاملهم واقتصادهم وأنكروا أن يتدخل الدين في حياتهم اليومية ، هذا هو فهم قوم شعيب للإسلام الذي جاء به شعيب عليه السلام .
ولو أنك سألت قوم شعيب عن تصورهم للدين لأخبروك أنه مجموعة من القيم الروحية الطيبة التي لا تدخل فى الحياة اليومية ، لقد أدرك شعيب عليه السلام أن قومه يسخرون منه لاستبعادهم تدخل الدين في الحياة اليومية ولذلك تلطف معهم تلطف صاحب الدعوة الواثق من الحق الذي معه وتجاوز سخريتهم ، لا يباليها ولا يتوقف عندها ليناقشها ، أفهمهم أنه على بينة من ربه ،