انا والطبيب بقلم سارة نيل
المحتويات
إللي هقدر أساعدك وأخلصك بس الأول لازم تساعدي نفسك يا قدر .. المستشفى هنا مكان خطړ عليك .. ساعديني وأنا مستعد أهربك من هنا..
وعد مني قدام رب العالمين إن مش هتخلى عن مساعدتك بس لازم أنت تقرري .. لازم تخرجي من القوقعة دي مستعينة برب العالمين..
لم يكن الحب يوما مجرد كلمات عشق وحروف الحب سند .. وجود ملجأ دائم .. شعور بالحماية والإحتواء .. معان أسمى من الحب مدلولها الوقوع في العشق..
عاد قيس سريعا بعد أقل من ساعة وهو يحمل حقيبة قماشية متوسطة ليجد قدر كما تركها فقط تنظر إلى هذا الخيط من الضوء الضئيل بشرود غريب..
وضع قيس الحقيبة فوق ساقيها ثم أردف بيقين
دا المخرج لكل أزمة في الحياة أي مشكلة وأي ۏجع وأي حاجة مستحيلة حلها عنده صدقيني يا قدر .. يمكن تستغربيني بس أنا واثق من طريقة العلاج دي..
وتركها وخرج مرة أخرى وقد نجح بجدارة ليحول كل أنظارها تجاهه وتحفر كلماته بقلبها قبل عقلها وهي تتسائل داخلها بتعجب..
من هذا قيس!!
أخرجت ما في الحقيبة لتتوسع أعينها باندهاش سرعان ما تحولت إلى حنين وروحها المعطشة تهفو إليه..
من أين علم أنها تعشق الفراشات.!!
أخرجت المتبقي في الحقيبة لتجد مصلاه سجادة للصلاة..
اقټحمت الذكريات السيئة ذاكرتها ودموعها ټنزف ألم روحها على وجهها..
جذب حجابها الساتر الطويل من فوق رأسها وهو يحرر خصلاتها الذي جذبهم منها پعنف بينما يسحبها وهو يسحب جميع أحجبتها بيده الأخرى ألقاها بأرضية الحديقة أمام أعين الرجال التي أخذت تتأملها بفضول لمعرفة ما كان يخيئة الحجاب عن أنظارهم..
فأخذ عزيز ېصرخ كمن أصيب بمس من الجنون
قاعدة ليلك ونهارك بيه وبتنامي بيه وعاملة نفسك أحسن وانضف من إللي هنا ونظراتك كلها لنا استحقار .. طب من هنا ورايح هتفضلي كدا وهحرقهم كلهم قدام عينك واليوم إللي هلاقيكي لبستيه فيه هكسر صوابعك أنت سامعه..
تصاعدت النيران أمام أعين قدر من أحجبتها المحترقة..
استقامت تنفض ملابسها ثم دلفت داخل هذا القصر الملعۏن نحو غرفة سجنها وأخذت تبحث من بين ملابسها على أحد فساتينها الطويلة ومزقت منها جزء كبير ثم عقدته فوق رأسها تخفي خصلاتها..
قدر ... قدر .. إزاي تتجرأي وتمشي من قدامي من غير ما أسمحلك..
وبمجرد أن دلف للغرفة حتى تسمرت أعينه فوقها وهو يرى هذه الإجابة الصريحة في تحديها وعدم خۏفها منه ومن تهديده..
ترفع رأسها بكبرياء وتحدي وشجاعة وقوة هي من اسقطتها بطريقه..
فهي لا تخنع أبدا...
انتفخت عروقه وتنامى غضبه وهو يرى عدم مبالاتها بتهديده وبأن الشخص الوحيد التي يفرض سيطرته ويمارسها عليه يتمرد ھجم عليها وهو يتذكر سيطرة جعفر البحيري التامة عليه وإذعانه له .. ھجم ينهال بالضړب العڼيف على قدر ثم سحب كفها وبشيطانية جذب أصابعها للجهة المعاكسة دون رحمة لتدوي صوت فرقعة وتكسر العظام بالغرفة مصحوبة بصرخاتها المتوجعة حد المۏت...
انتفضت قدر تخرج من ادكارها فرفعت كفها أمام وجهها وهي تقبض أصابعها وتبسطها ثم كورت قبضتها بشدة..
استقامت تقف حافية القدمين واتجهت نحو المرحاض وبعد قليل خرجت وهي تسحب رداء الصلاة ترتديه وتبسط المصلاة بتجاه كانت تعلمه جيدا ووقفت لتنمو إبتسامة هادئة فوق شفتيها وتومض قوة عاتية بأعينها الزبرجدية وهمست للمرة الأولى بنبرة شديدة شرسة
الحړق .. الڼار .. دول حقي وأنا منتظره عدلك..
ورفعت كفيها المثقلة بالدعاء وسط الظلام ... وهل رد مظلوم خائبا من أمام باب الملك يوما ما!
لقد أقسم بجلاله وعزته .. لقد كان المظلوم من الثلاث الذي لا يوجد بين دعاءهم وبين السماء حجاب..
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين..
كيف يحزن مظلوم بعد سماع هذا الوعد!
_______بقلمسارة نيل______
وبذات الطريقة وبذات التوقيت رغم الحماية والحراسة المشددة كان يتسلل هذا المجهول لغرفة مختلفة..
اقترب من تلك الغافية بنوم عميق تضع سماعات الأذن بموسيقى صاخبة في أذنيها غرز تلك الأبرة بذراعها وسحب المجهول أصبعها يضعه فوق شاشة الهاتف ليفتح أمام أعينه..
وشرع في الخطوة الثانية من الإنتقام لكن تلك المرة ستكون مختلفة ... ومن العيار الثقيل..!
موعدهم معها الصبح أليس الصبح بقريب!!
_______بقلمسارة نيل_______
كانت فترة عمله للصباح بجوف الليل بعد أن انتهى من قراءة ما تيسر له من القرآن وردد بعض الذكر خرج يتمشى بالممرات الساكنة الهادئة يتأكد أن كل شيء على ما يرام قبل أن ينعم ببعض النوم..
وأثناء مروره بأحد الغرف الجانبية تسلل لمسامعه صوت همس ضعيف..
عقد حاجبيه بعجب وأوشك أن يدلف لداخل الغرفة ليعلم ما الأمر لكنه توقف متسمرا وهو يستمع لحديث مدير المشفى المنخفض وقد بدى متوترا مرتجفا
زي ما بقولك كدا يا ماهر .. هو طلب نبدأ نديها العلاج ده .. تعرف ده معناه أيه..
ردد الطبيب ماهر بفزع
بيعجل بمۏتها يا دكتور سامي العلاج ده خطېر جدا .. علاج يدخلها في إكتئاب ويخليها متحسش بالعالم من حوليها ويوصلها بكل سهولة للإنتحار ودا إللي يقصده..
هنعمل أيه .. المچرم ده بقت المستشفى كلها تحت إيده ومهددني بأمي الكبيرة في السن..
ردد الأخر بهم وحزن
وعيالي يا دكتور سامي .. أنا مش عارف أعمل أيه .. إحنا مالنا ومال إنتقامهم وليه يدخلنا في الحړب دي..
قال الطبيب سامي بحسم وأعين شاردة
هنفذ يا دكتور ماهر .. من الصبح تنفذ..
هرع قيس يبتعد عن الغرفة بأعين متوسعة وهو لا يصدق ما سمع ألهذه الدرجة يصل الأمر!
تفاقمت نبضات قلبه ټضرب صدره پعنف وهو يشعر أنه بدوامة لا يستيطع الخروج منها لكن الأهم الآن هي .. حياتها أصبحت في خطړ..
يجب أن ينقذها..
سار مسرعا تجاه غرفتها فتلك المشفى أصبحت تشكل خطړا عليها الټفت بحذر قبل أن يلوى مفتاح الغرفة يفتحها بهدوء دون إصدار صوت وفور أن فتح الباب وقف مستمرا ليتوارى سريعا وهو يرى آخر شيء توقعه على الإطلاق..
صاعقة رعدية ضړبت جسده بقوة مزلزلة قلبه..!
يتبع..
أضرمت النيران بقلبه وهو يراها بأحضان رجل يبدو بمقتبل عقده الثالث تحتضنه بقوة وتشبث وهو يضمها بشدة مطبقا ذراعيه من حولها..
ران على قلبه الألم واحتدت نظراته وهذا الشعور ينهش يقلبه دون رحمة قبض على كفيه بشدة حتى أبيضت مفاصله وهو يستنكر هذه المشاعر التي أخذت في النمو والترعرع داخل قلبه..
همس يستغفر الله سرا بينما يصرف تفكيره من هذه الجهة وقڈف بعقله شيء آخر..
شخص يتسلل للمشفى حتى غرفتها .. وردة فعلها تجاهه عكس السكون الذي تنتهجه..
إذا هي بخير!!
توسعت أعينه عند هذا الهاجس فهل من الممكن أن تكون بخير
متابعة القراءة