احد الشيوخ

موقع أيام نيوز

رجل من شيوخ الكتاب يدعى الهبيري فقد عمله فتوجه إلى أحمد بن خالد وزير المأمون باعتباره كان كاتبا في أول أمره ويعرف قدر صاحبه الهبيري في الكتابة ولكن أحمد كان يستثقله فتغافل عنه فصار الهبيري يلازم الوزير في مقره حتى أمر الوزير بحجبه فصار يقف بدابته على باب بيت الوزير كل صباح ومساء حتى تضايق منه الوزير فدعا كاتبه وأمره أن يقابل الهبيري وأن يخبره أنه لا عمل له عند الوزير وأن الوزير لا يحب أن يراه قريبا منه وعليه أن يمتنع عن المجيء إليه بيد أن كاتب الوزير ولعلمه بقدر الهبيري استحيا أن يبلغه الرسالة فحمل معه خمسة آلاف درهم من ماله الخاص وتوجه به إليه.

فقال له إن الوزير يعرف قدرك ويبحث لك عما يناسبك من عمل ويرسل إليك هذه النفقة فلا تتعب نفسك بالتردد عليه وسوف يبعث لك عندما يتيسر لك العمل 
فلما سمع الهبيري ذلك استشاط ڠضبا وقال جعلني أحمد بن خالد من الشحاذين والله لا قبلت منه شيئا فتغيظ الكاتب وقال للهبيري اسمع والله إن هذه النفقة ما بعث بها الوزير! وإنما هي من مالي الخاص جئت بها صيانة لك وله أما الوزير فيبلغك كذا وكذا وقص عليه أمر الوزير كاملا فقال الهبيري أما أنت فأحسن الله جزاءك ولا أقبل مالا منك ولا منه ولكنني أنشدك الله كما بلغتني رسالته تامة أن تبلغه رسالتي تامة قال الكاتب أفعل إن شاء الله 
قال الهبيري قل له إنما أنت رجل قد صرت بابا لأرزاقنا إذ نحن لا نحسن عملا إلا الكتابة ولا بلوغ لنا للعمل إلا عن طريقك أنت ومن أراد دخول بيت أتاه من بابه وعلى الإنسان أن يتعرض للرزق ويأتي بابه وليس يمنعني استثقالك لي!! فإن قسم الله شيئا من جهتك أو على يدك أخذته على رغمك وإلا فلا أقل من أن أؤذيك برؤيتي كما تؤذيني بتعطلي! لكت الكاتب تحرج أن يبلغ الوزير هذا الرد وفي الصباح وإذا الوزير في سبيله للخروج من منزله والكاتب معه فإذا الهبيري واقف على دابته فڠضب الوزير ڠضبا شديدا وتوجه لكاتبه وقال له أما أمرت أن تتوجه إلى هذا الرجل ليمتنع عن المجيء قال بلى ولكن حډث أمر سأخبرك به عندما ټستقر في ديوان الوزارة ولما دخل مكتبه سرد عليه الأمر كاملا فاستشاط غيظا ثم توجه إلى دار الخلافة وهو لا يفكر إلا فيما قاله الهبيري وكيف يؤدبه على ذلك فوقف بين يدي الخليفة المأمون والذي ابتدره بأن عامل مصر قد خان الأموال وأمره أن يختار رجلا شهما ليكون مشرفا عليه وكان من أصدقاء أحمد بن خالد رجل يدعى الزبيري فأراد أن يذكر اسمه مرشحا لهذا الأمر فأخطأ وقال إني أرشح الهبيري
وذلك
تم نسخ الرابط